السبت، 3 أبريل 2021

الدرس الأوّل:

الدرس الأوّل: في تحديد المفاهيم الأساسيّة المتّصلة بالمعجم

لتحميل الدرس بصيغة pdf اضغط هنا

1       - مفهوم المعجم في علوم العربيّة:

ماذا نعني بعبارة "المعجم" في اللغة العربيّة؟ يمكن أن تعترضنا هذه العبارة في أقوال مختلفة لكنّنا نفهم من كلّ سياق معنى خصوصيّا لعبارة "معجم". لنقارن مثلا بين هذه الأقوال ونتبيّن المقصود بدلالة المعجم:

·        فتحت المعجم لأشرح معنى الكلمة. (المعجم هنا هو القاموس)

·         يغلب على القصيدة معجم الحرب. (المعجم هنا هو مدوّنة ألفاظ تشترك في دلالة عامّة)

·        يتكوّن لدى الطفل في سنواته الأولى معجم للكلمات. (المعجم هنا هو رصيد ذهني)

·        الخاء حرف معجم والحاء حرف مهمل. (المعجم = المنقّط)

·        المعجم هو أحد مدخلات البنية العميقة للجملة عند شومسكي. (المعجم هناك جزء من نظريّة)

نحن بإزاء مدلولات متعدّدة ترتبط بنفس الدال (المعجم). وهذا ما يقتضي تأصيلا لغويّا ومفهوميّا للمعنى المقصود من هذه العبارة في مختلف سياقاتها الكلاميّة والنظريّة.

أ‌-      تحديد المعنى اللغوي للفظ معجم في العربيّة:

إذا عدنا إلى المعاجم العربيّة لنفهم المقصود بلفظ "مُعْجَمٌ" فإنّنا نجد كثيرا من المعطيات تتعلّق بتصنيف هذا اللفظ اشتقاقيّا ومعانيه المرتبطة بصيغته الاشتقاقيّة. فـ"مُعْجَم" لفظ مشتقّ من الفعل "أعْجَمَ" على وَزْن "مُفْعَلٌ" وهذا الميزان الصرّفي يلائم ثلاثة أصناف اشتقاقيّة:

·        يلائم هذا الوزن صنف اسم المفعول (المُعْجَمُ؛ الذي وقع عليه الإعجام).

·        يلائم هذا الوزن المصدر الميميّ (المُعْجَمُ حدث الإعجام مثل مُخْرَجٌ/أَخْرَجَ ومُدْخَلٌ/أَدْخَلَ).

·        يلائم كذلك اسم المكان (موضع الإعجام).

 فأيّ هذه الدلالات الاشتقاقيّة هي المقصود تحديدا؟ لا يمكننا أن نحدّد المقصود إلا بالعود إلى المعنى المستفاد من الفعل "أعجم". ويمكن في إذار هذا التحديد أن نلاحظ أنّ دلالة هذا الفعل تنقسم إلى جزئين:

-         المعنى المعجمي في الجذر: يدلّ الجذر (ع، ج، م) على الصمت والسكوت.  وتكون العجمة في اللغة هي الغموض والإبهام ومنه الأعجميّ الذي يكون كلامه غير مفهوم ومنه دابة عجماء لا تتكلّم.

-         المعنى الاشتقاقي في وزن أفْعَلَ: وزن أفْعَلَ يدلّ على معنى إزالة الشيء. فمعنى أعجمَ الحرف أزال عجمته وغموضه بتنقيطه. ومنه : "أَشْكَاهُ أَيْضًا أَعْتَبَهُ مِنْ شَكْوَاهُ وَنَزَعَ عَنْهُ شِكَايَتَهُ وَأَزَالَهُ عَمَّا يَشْكُوهُ" مختار الصحاح- للجوهري

 بالجمع بين الدلالتين المعجمية (ع.ج.م: الإبهام والغموض) والاشتقاقية (أعجم/أفعل: أزال العُجْمَةَ) يكون معنى الفعل أعجمَ هو أزالَ الغموض والإبهامَ. ومصدره الإعجامُ والمعْجَمُ. وإذا كان لفظ المُعْجَمُ يُصنّفُ مصدرا ميميّا فإنّ معناه هو حدث إزالة الغموض والإبهام في الكلام. أمّا إذا كان المقصود بالمُعْجَمُ هو اسم المكان فهو يدلّ آنذاك على معنى القاموس بما أنّ القاموس هو الموضع الذي تعجم فيه الكلمات أي يزال عنها الغموض بالتعريف وشرح معانيها. لكنّ الدلالة المصدريّة هي الأقوى والأقرب للفظ "المُعْجَم" فهو بمثابة الإعجام أي إزالة الغموض من اللفظ. ويمكن أن نستخلص ذلك من المعطيات الواردة في المعاجم العربيّة:  

 

كتاب العين - الخليل

-         والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها   - الأعجم: كلّ كلام ليس بلغة عربيّة إذا لم ترد بها النسبة - اسعجمت الدار عن جواب السائل - المعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية - تعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ.

تهذيب اللغة-الأزهريّ

-        قُفْلٌ/أمر مُعجم: عويص - مُعْجَمُ الخَطّ: الخطّ المنقّط - أعْجَمتْ الحُروفُ: أبهمت

-        بهيمة عجماء: لا تتكلّم - الأعْجمُ الذي لا يُفصِحُ - كتابٌ مُعَجَّمٌ: منقّط لتستبين عجمته ويتَّضح - يقال: لقد عجموني ولفَظوني، إِذا عرفوك - رَأَيْت فلَانا فجعلَتْ عَيْني تَعجمُه، أَي كأنّها لَا تعرفه وَلَا تمْضِي فِي مَعْرفَته كأنّها لَا تُثبته -نظرت فِي الْكتاب فعجَمتُ، أَي لم أقفْ على حُرُوفه.

مقاييس اللغة-ابن فارس

- الْعَيْنُ وَالْجِيمُ وَالْمِيمُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: أَحَدُهَا يَدُلُّ عَلَى سُكُوتٍ وَصَمْتٍ  - الرَّجُلُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ، هُوَ أَعْجَمُ، وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ بَيِّنَةُ الْعُجْمَةِ - بَعِيرٌ أَعْجَمُ، إِذَا كَانَ لَا يَهْدِرُ - الْعَجْمَاءُ: الْبَهِيمَةُ، وَسُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، - - مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعْجَمُ وَمُسْتَعْجِمٌ - أُرِيدَ بِحُرُوفِ الْمُعْجَمِ حُرُوفُ الْخَطِّ الْمُعْجَمِ، وَهُوَ الْخَطُّ الْعَرَبِيُّ، لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ خَطًّا مِنَ الْخُطُوطِ يُعْجَمُ هَذَا الْإِعْجَامَ حَتَّى يَدُلَّ عَلَى الْمَعَانِي الْكَثِيرَةِ.

أساس البلاغة-الزمخشري

-  سألته فاستعجم عن الجواب - نظرت في الكتاب فعجمته أي لم أقف حق الوقوف على حروفه - كتاب فلان أعجم إذا لم يُفهم ما كتب. وباب الأمير معجم أي مبهم مقفل.

لسان العرب-ابن منظور

-  المُعْجَم مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ الإِعجام كَمَا تَقُولُ أَدْخَلْتُه مُدْخَلًا وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إِدْخَالًا وَإِخْرَاجًا - أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً، وَالْمَعْنَى عِنْدَهُ حروفُ الإِعْجامِ أَي الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تُعْجَم - كلُّ مَنْ لَمْ يُفْصح بِشَيْءٍ فَقَدْ أَعْجَمه. واسْتَعْجم عَلَيْهِ الكلامُ: اسْتَبْهَم. والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ.

 

ب‌-  تاريخ التأليف المعجمي عند العرب:

عرفت الثقافة العربيّة الاهتمام بالمعجم باكرا في خضمّ اهتمامهم بشرح الألفاظ الغريبة في القرآن، لكنّ أبرز مؤلّف معجمي شهد إتقانا وتصوّرا واضحا لنظام المعجم كان على يد الخليل في أواخر القرن الثاني للهجرة. ثمّ كان التأليف المعجمي من بعده غزيرا على أكثر من منهج في الجمع والتعريف والترتيب متعلّقا بالألفاظ العامّة في اللغة أو في اختصاص بعينه (الطبّ، الفقه، الأعلام...). وبالعودة إلى تاريخ التأليف المعجمي عند العرب يمكن أن نقف على ثلاث ملاحظات أساسيّة تتعلّق أوّلا بجذور المعجمية العربيّة وثانيا بكتاب العين للخليل (175هـ/791م) باعتباره عملا مؤسّسا للمعجميّة العربيّة وثالثا بحركة التأليف المعجمي الثريّة التي أعقبت ذلك الكتاب المؤسّس:

-  جذور التأليف المعجميّ قبل الخليل: النصّ القرآني كان حدثا ثقافيّا في الحضارة العربيّة الإسلاميّة وبسببه نشأت علوم العربيّة من نحو وبلاغة وبسببه جمع كلام العرب من شعر وأمثال وخطب والألفاظ حتّى بات العرب يميّزون بين النحويّ (الإعراب والصرف) واللغويّ (المعجميّ). وقد نُسبت بداية التأليف المعجمي إلى الصحابيّ عبد الله بن عبّاس (68هـ) حيث تحيل عليه كثير من النقول في تفسير ألفاظ القرآن (منها كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنّى، كتاب صحيح البخاري، كتاب معاني ألفاظ القرآن لابنه علي بن عبد الله بن مسعود ...). ولم يكن بن عبّاس وحيدا في ذلك فقد كثرت من بعده المصنّفات التي تتناول شرح ألفاظ القرآن وشكّل كل ذلك فترة تمهيدية لنضج المعجميّة العربيّة قبل ظهورها متينة البناء على يد الخليل. (غريب القرآن لابن تغلب 141هـ، تفسير القرآن للكلبيّ 146هـ، تفسير مقاتل بن سلمان البلخيّ 150هـ...).

- الخليل وتأسيس المعجميّة العربيّة: مثّل معجم الخليل (كتاب العين) أوّل عمل معجميّ متكامل وبداية تأسيس القواميس وفق منهج واضح في الجمع والترتيب والتعريف. وتكمن أهمّيته فيما قدّمه من إضافة على أكثر من وجه؛ فقد اخترع نظريّة في الاشتقاق حدّد من خلال رصيد الكلمات العربيّة انطلاقا من الجذر وقسّم كل جذر إلى مهمل ومستعمل وانطلق من تقليب الجذور. واعتمد الخليل ترتيبا لم يسبقه إليه أحد فابتدأ من أبعد الأصوات ترتيبا في المخرج (العين) متتبّعا ترتيب مخارج الحروف. ولذلك يعدّ معجم الخليل قاموسا متطوّرا بالنظر إلى مستوى التأليف المعجمي في عصره. وقد عاصره في نهاية القرن 2هـ وبداية القرن 3هـ مجموعة من اللغويين والرواة (المعجميين) اهتمّوا بتفسير ألفاظ القرآن وجمع كلام العرب فأرسوا بذلك بداية التأليف المعجمي وإن اختلفت طرائقهم. منهم أبو عمرو الشيباني (210هـ) صاحب كتاب الجيم وهو معجم جمع فيه غريب الألفاظ مرتب ترتيبا ألفبائيا ومنهم أبو عبيد القاسم الهروي (223هـ) صاحب كتاب الغريب المصنّف وقد رتّبه بحسب المعاني والمواضيع (اللباس، الطعام، الأمراض، الخيل، السلاح...) وقد استوعب مؤلفات قصيرة سبقته وركّز فيها أصحابها من اللغويين على مواضيع جزئية في شكل رسائل تتناول مواضيع مثل الأضداد والشاء والإبل وخلق الإنسان والمطر والنبات... منهم قطرب(206هـ) والفراء(207هـ) والأصمعيّ (214هـ) وأبو زيد الأنصاري (215هـ).

- المعاجم العربيّة بعد الخليل: ازدهر التأليف المعجمي عند العرب بعد الخليل واشتهرت معاجم كثيرة:

أبرز المعاجم اللغويّة

المؤلّف

خصائص المعجم

العين

الخليل بن أحمد الفراهيدي 175هـ

أوّل معجم لغويّ احتوى مقدّمة نظريّة

ترتيب صوتي للجذور

جمهرة اللغة

ابن دريد الأزدي 321 هـ

تقليب حروف الجذر واعتبار الحرف الأول الوارد في الترتيب الألفبائيّ

تهذيب اللغة

الأزهريّ 370هـ

نال شهرة واسعة واتبع معجم العين في الترتيب الصوتي

المحيط في اللغة

الصاحب بن عباد 385 هـ

معجم مشهور عند القدامى اعتمد مؤلفه صاحب المكانة العلميّة ترتيبا صوتيا على نهج الخليل

الصِّحاح

 (تاج اللغة وصحاح العربية)

 

الجوهريّ 393هـ

معجم مشهور جدا حظي بعناية كبيرة ابتكر صاحبه منهج الترتيب بحسب أواخر حروف الجذر أو ما يعرف بنظام القافية

مقاييس اللغة

 

أحمد بن فارس 395 هـ

ابتكر طريقة في الشرح بإرجاع الكلمات إلى أصول دلالية كبرى في الجذر معتمدا الترتيب الألفبائي لأوائل للجذور

المخصّص

 

ابن سِيدَهْ 458 هـ

 

اعتمد ترتيبا ألفبائيّا للمعاني وقسمه إلى أبواب مثل خلق الإنسان، الحمل والولادة...

المحكم والمحيط الأعظم

المعجم الثاني للمؤلف اعتمد ترتيبا صوتيا للجذور

وهو آخر معجم يرتب صوتيا

أساس البلاغة

جار الله الزمخشري 538هـ

معجم طريف رتّب فيه الكلمات على حروف المعجم بحسب حروف الجذر، مبيناً ما جاء منها على وجه الحقيقة، وما جاء على سبيل المجاز.

مختار الصحاح

أبو عبد الله الرازي 666هـ

مختصر عن صحاح الجوهريّ خاصّة ومعاجم أرى اكتفى فيه بما لابد منه في الاستعمال.

لسان العرب

 

ابن منظور الإفريقي 711 هـ

أشهر المعاجم على الإطلاق عند المعاصرين بسبب استفادته من المعاجم التي سبقته. اعتمد منهج الصحاح بترتيب الجذور حسب أواخرها

القاموس المحيط

الفيروزبادي 817هـ

تدارك نواقص الصحاح وغيره من المعاجم واجتنب الشواهد والرواة منهجه ترتيب الجذور حسب الأواخر

تاج العروس

الزبيديّ 1205 هـ  (1884م)

معجم في القرن 19 م وهو آخر من اعتمد ترتيب القافية حسب نظام أوخر الجذور

 

2       - مفهوم المعجم في اللسانيّات الحديثة:

أ‌-      تحديد معنى المعجم في المعاجم اللسانيّة:

بالعودة إلى المعجم اللساني لديبوا وآخرين نعثر في المدخل المخصّص لمصطلح "lexique" على جملة من المعاني والاستخدامات المختلفة في اللسانيات الحديثة وأهمّها:

1- المعجم: هو كتاب يضمّ مدوّنة Corpus تضمّ الألفاظ المستخدمة عند كاتب أو في مؤلّف أو في اختصاص أو في علم محدّد. (معجم الحرب عند المتنبي، معجم الشتائم في لهجتنا اليومية..). فمعنى المعجم هنا يعني المدوّنة بما هي رصيد من الألفاظ المستخدمة.

2- المعجم: هو قاموس Dictionnaire يشرح معاني الكلمات ضمن كتاب مرتب وفق منهج محدد في التعريف والترتيب. (معجم لسان العرب، معجم لارووس...). فالمعجم هنا كتاب مختص في تعريف الألفاظ اللغوية بعد جمعها وترتيبها وفق منهج معلوم ليسهل الوصول إلى لفظ عند الحاجة إلى شرحه.

3- المعجم: هو قائمة المفردات vocabulaire المستخدمة من قبل الناس الذين يتكلمون بنفس اللسان. والمعجم هنا ينتمي إلى الكلام بالمعنى الذي قدمه دي سوسير أي الجانب الإنجازي المتحقّق من اللغة. فالألفاظ المستخدمة عند الكلام تمثل رصيدا معجميا متحقّقا.

4- المعجم: هو الرصيد الذهني الممكن الذي تتيحه اللغة لكلّ فرد من المتكلمين بها سواء وقع استخدام ذلك الرصيد كلّه أو استخدم جزء منه. والمعجم هنا ينتمي إلى مفهوم اللغة المجرّد لا مفهوم الكلام المنجز. واللغة بما تضمّه من رصيد معجمي كما حدّده دي سوسير هي مؤسّسة اجتماعيّة تمثّل النظام والقوانين اللغوية المشتركة بين المتكلمين. أمّا تتيحه اللغة من معجم فهو رصيد متطوّر ومتغيّر تموت فيه كلمات وتولد أخرى بسبب تركها أو استعمالها.

 

نخلص من خلال هذا التعريف إلى وجود مستويين في تصوّر المعجم:

* المعجم الذهنيّlexique : ونقصد به إمّا رصيد اللغة المشترك من الوحدات المعجميّة (المعجم العام) أو نقصد به ملكة الفرد بما تمثله من قدرة(compétenceوهي موجود في ذهن كلّ فرد (معجم ذهنيّ).

* المعجم الصناعي dictionnaire: نقصد به المعجم المدوّن (يرتبط بمدوّنة). وكونه مدوّنا يعني أنّه بين دفّتي كتاب سواء استخدمه كاتب في نصوصه (معجم الخمرة في شعر أبي نواس) أو جمعه المعجميّ من مدوّنة محدّدة ورتبه في كتاب مع تعريف المعاني كما في القاموس (القاموس المحيط للفيروزبادي، معجم مصطلحات الطبّ...).

هذان المستويان يفرضان على المعجميّ التمييز بين نمطين من الدراسة اللسانية للمعجم؛ دراسة المعجم باعتباره رصيدا عامّا أو مكوّنا ذهنيّا في ملكة اللغة (معجمية نظريّةlexicologie) أو دراسة طريقة كتابة المعاجم وتدوينها بالترتيب والتعريف والتبويب كما في المعاجم والقواميس والموسوعات (المعجمية التطبيقيةlexicographie)

ب‌-    مجالات دراسة المعجم:

ينبغي أن ننتبه إلى أنّ هذين الاختصاصين في الدراسة المعجميّة ليسا مترابطين على نحو يقع فيه المرور بنفس المسألة من الجانب النظري في الأولى إلى الجانب التطبيقي في الثانية فالعلاقة بينهما ليست علاقة التنظير بالتطبيق بهذا الفهم البسيط. فما يدرس في المعجميّة النظريّة (الوحدة المعجميّة، مكوناتها، العلاقات الدلالية، السمات الدلاليّة...) لا يؤدّي بالضرورة إلى تطبيقه في مسائل المعجميّة التطبيقيّة (طرق تنظيم المعاجم، جمع المدوّنة، الترتيب الأبجدي أو الألفبائي للمداخل، طريقة التعريف للكلمة...)

* المعجميّة النظريّة: هي دراسة علميّة للمعجم الذي يتكوّن من وحدات معجميّة. حيث يقع التكيز على دراسة بنية الوحدة المعجميّة (المدلول، السمات الدلالية...). وبما أنّ المعجم يعتبر في هذه الاختصاص مكوّنا ذهنيّا للّغة فإنّ الاهتمام ينصبّ على نظامه ومعاني المفردات في لسان ما في علاقتها بالجوانب النحويّة والصرفيّة والصوتيّة في ذلك اللسان. كما يهتمّ هذا الاختصاص بالعوامل الاجتماعيّة والثقافيّة والذهنيّة التي تتدخّل في نظام ذلك الرصيد من المفردات وفي تحديد معانيها وعلاقاتها (حقل معجمي/حقل دلالي / الترادف/ الاشتراك...). ومن بين المسائل التي تدرس أيضا تصنيف الوحدات المعجميّة (معرب، فصيح، دخيل...). وبما أنّ رصيد المفردات في أيّ لغة ليس رصيدا نهائيّا وثابتا بل هو متطوّر باستمرار فإنّ دراسته النظريّة تتناول أيضا طرق توليد المفردات الجديدة في المعجم.

* المعجميّة التطبيقيّة: تتعلّق المعجميّة التطبيقيّة بكلّ ما يمتّ لصناعة المعاجم بصلة سواء تعلّق الأمر بجمع مادّة المعجم من الألفاظ العامّة أو الخاصّة بميدان محدّد أو بطريقة تعريف الكلمة أو بطريقة ترتيب المداخل بحسب حروف المعجم أو الجذر... وتختلف الأدوات التي يتناول من خلالها المعجميّ القواميس باختلاف أنواع القواميس فالموسوعات والمعاجم ثنائية اللغة والمعاجم المختصّة والمعاجم الالكترونيّة تتطلّب تقنيات مختلفة ومنهجيّات متنوّعة بحسب نوع القاموس وطبيعة مادّته.

المعجميّة العامّة

المعجميّة المختصّة

المعجميّة النظريّة

المعجميّة التطبيقيّة

المصطلحيّة النظريّة

المصطلحيّة التطبيقيّة

lexicologie

lexicographie

terminologie

terminographie

قضايا نظريّة في الوحدة المعجميّة

صناعة القواميس العامّة

قضايا نظريّة في المصطلحات

صناعة المعاجم المختصّة

الترادف – الاشتراك -التوليد

الجمع- الترتيب - التعريف

المفهمة- التوليد- التكوين

الجمع- الوضع- التعريف

مذياع، راديو، عين، الكترون

لسان العرب- المنجد

الدال/المدلول/ البنية/

معجم ديبوا للسانيات

 

3-   قراءة في مراجع المعجميّة:

أ‌-       الكتب العربيّة:

- إبراهيم بن مراد:

* مقدّمة لنظريّة المعجم، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1997. [يقدّم بسطة مهمة حول المعجمية النظريّة وجزء من الكتاب منشور في مجلة المعجمية، تونس، العدد 9-10/سنة 1994]

* المعجم العلمي العربي المختص حتى منتصف القرن الحادي عشر الهجري، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1993. [التمهيد ص5-7 الفصل1: مدخل عام؛ النشأة ص19-38 -الفصل3: قضيّة الجمع في المعجم العربي المختصّ ص69-104   -الفصل4: قضيّة الوضع في المعجم العربي المختصّ ص105-148   الخاتمة: ص149-153]

* مسائل في المعجم، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1997.  [1- قراءة في النموذج الخليلي ص5   2-المصطلحية وعلم المعجم ص30   3-المعاجم العلمية المختصّة ودور الحاسوب ص45-77   9- اللفظ الأعجميّ في معجم العربيّة التاريخي ص207   10- مشاكل الترتيب المنهجيّة في المعجم العام العربي الحديث ص222-255]

-  محمّد رشاد الحمزاوي: * من قضايا المعجم العربي قديما وحديثا، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1986.

            - محاولة في وضع أسس المعجمية العربية [ص39-64]

            - طريقة ابن منظور في تحرير مادّة اللسان [ص101-114]

            - ابن منظور ومفهوم المدوّنة [ص139-148]

- وسام العريبي: قضايا تمثيل الوحدة المعجمية دلاليا، الدار التونسية للكتاب، تونس، 2019.           (علاقة الوحدة المعجمية بالنحو- التصوّر النظريّ للمعجم في النظريّة التوليدية – الانتقاء المعجميّ)

- خالد ميلاد: ندوة الدلالة النظريّات والتطبيقات، منشورات كلّية الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة، 2015.

ب - مقالات مجلّة المعجميّة:

* العدد2/ 1986:

                   - محمد رشاد الحمزاوي: مدخل (شرح معاني كلمة معجم- ص7-13)

                   - محمد صلاح الدين الشريف: المعجم بين النظرية اللغوية والتطبيق الصناعي ص15-30

* العدد3/1987:

                  - محمد رشاد الحمزاوي: الأساس والأصل: من مصطلحات المعجم، ص7-10

                  - الطيّب البكوش: إشكاليات اندماج الدخيل في المعجم، ص41-60

 

* العدد5-6/ 1990: مقالات ندوة المعجم العربي التاريخي سنة 1989.

 

* العدد7/1991:

                  - إبراهيم بن مراد: النظرية المعجميّة العربيّة، ص5-10.

                  - محمد رشاد الحمزاوي: المعجم والصرف، ص11-21.

                  - فرحات الدريسي: في بنية النصّ المعجميّ، ص43-55.

 

* العدد 9-10/ 1994:

- محمد رشاد الحمزاوي: الخليل بن أحمد ونظريته المعجميّة، مشروع قراءة، ص11-28

- إبراهيم بن مراد: مقدّمة لنظريّة المعجم ص29-81

- محمد رشاد الحمزاوي: البنية النحتيّة العربيّة ودورها في التوليد اللغويّ، ص83-103.

- الأزهر الزنّاد: مراتب الاتّساع في الدلالة المعجميّة، المشترك في العربيّة، مادّة عين نموذجا، ص169-198.

        

* العدد11/1995:

- هلال بن حسن: منهج معالجة اللفظ الأعجمي في المعجم العربي الحديث؛ تطبيق على المعجم الوسيط، ص73-107.

  * العدد16-17/2001:

                   - فتحي جميل: في مفهوم الاقتراض الدلالي، ص205-220.

  * العدد 21-22/2006:

                  - محمد شندول: من طرق تأويل المعنى في علم الدلالة المعجميّ، ص93-134

 

ج الكتب الأجنبيّة:

* Xavier Blanco & Inès Sfar (dir.) : Lexicologie(s) : approches croisées en sémantique lexicale, Peter Lang SA, Editions scientifiques internationales, Berne 2018.  (Salah Mejri : L’unité lexicale au carrefour du sens. La troisième articulation du langage, p19).

* Aino Niklas-Salminen : La Lexicologie, Armand Colin, Paris, 2ème Edition, 2015.

(CHAPITRE 1 : notions fondamentales p11-70 /glossère des notions importants p349-360).

 

د المقالات الأجنبيّة :

Georges Matoré and J. Greimas : « LA METHODE EN LEXICOLOGIE (II) » Source: Romanische Forschungen , 1950, 62. Bd., 2./3. H. (1950), pp. 208-221 Published by: Vittorio Klostermann GmbH Stable URL: https://www.jstor.org/stable/27936124

هـ- المعاجم:

Dubois et al. Dictionnaire de linguistique, Larousse, Bordas, 2002.

(Lexicologie-lexicographie-lexique-lexème- lexical-lexicalisation)

 

قائمة في أهمّ مصطلحات درس علوم معجمية وصرفيّة

قائمة في أهمّ مصطلحات درس علوم معجمية وصرفيّة الصرفم البسيط   morphème simple الصرفم المركّب   morphème composé صرفم حرّ morphème libr...